الخميس، 26 يوليو 2012

وجـــــــــــــــــــع بطعم الإحـــــتــضــــــار

(إحـــتِــــضَـــــــــار)

اليدان..مرتعشة..
الجسد..هزيل منتفض..
العينان..زائغتان لا تُبصِران..دامعتان..
القدمان..لا تنتصب..لا تتحرك..
الفم..لا طعم لطعام ولا شهوة لشراب..
الحلق..علقمٌ وطعم مرير..
الأنف مزكوم..لا يشم حتى ما تنفذ روائحه..
الروح..تاهت فى دنيا الله..
القلب..آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
القــلــــب مـــوجـــــوع..
أحببتُك حدّ العمى..بل وهبتك عيناى..فأخذتهما وأرحتنى..
أحببتُك حدّ منتهى الحب والعشق..فلم يتبقّ لى قلب يكفى لحياة جسد..
أحببتُك حدّ الإسلام والتسليم..فلم يصحّ أن أكفُر..
أحببتُك حدّ الضغط على زرّ "إيقاف" لحياتى ومنحتك لوحة التحكم
آملاً الضغط على زرّ "تشغيل"..ولكن هاأنت تركتنى.."إيقاف " بل ..."مَحْو"
أحببتُك حدّ التغنّى بك..والهمس لك..والترتيل بإسمك..بعهودنا..
أحببتُك..حدّ التوحّد..حدّ الهبة..
أحببتُك..حدّ قول قلبى..رفقاً بى ..رفقاً بحواسّك..رفقاً بخلاياك..
أحببتُك..حدّ..حدّ التخلّى عن العالمين..إليك..
أحببتُك..حدّ..حدّ الصبر وحدوده..الحلم..ومنتهاه
أحببتك حدّ أن أُسامحَك..على خطاياك..مُجبرا كنت أم مُرِيد..
         حدّ أن أغتفر لك ماضيك..ولو كنتَ المُذنِب..
         حدّ أن نبدأ..كل يوم عهد جديد..كل لحظة ميثاق حب وشرف لنا وفقط..
          حدّ..حدّ..أن أهبك كل أفراحى..وأضعها على أفراحك لتزيد..فأنت فرْحى..وفرْح الدنيا جميعها..
          حدّ..أن أستلبك..أحزانك..(كل أحزانك) وأضعها على أحزانى..لأحملها عنك..أو نقذف وراء ظهورنا..
فلا أُريد أنا لك ..أى لحظة ألم..فى ماضٍ أو حاضر أو غدٍ..
 أحببتك حدّ الغرق فى بحورك مستسلماً والسباحة ضد تيارات عالمك..
أحببتك..حدّ ...حدّ..
أحببتُ...
أحبب...
أحب...
أح...
أ...      

ماذا يفيدُ..نداء ميّتٍ على حىّ....أو نداء حىّ على ميّت..
ماذا يُفيد..الألم..والأنات المكتوب عليها دائما الكتمان..إلا يوم أن كنتَ هنا..
ماذا تُفيد كلماتى ..أحرفى..آهاتى..دموعى ..
ماذا يُفيد..فقْدِى..
          ألمى...
          وجعى ..
..كنُت أقول:..الصداقة والأخوة..يد حانية ..ركن هادئ..طبٌ لجراح الحبّ..
..وإكتشفت..أننى منحتُك..كل ما ملكتُ ..من مشاعر.. كلّ ما خُلِق لى من إحساس..
...          ...          ...
لا أدرى ما علىّ قوله..فقد صرتُ..
صرتُ أصمّ أبكم أعمى قعيد..
...           ....             ....
لا أعلم كيف..كيف يجب..أن أنساك..وكيف يجب أن أتحمل العيش وانت تعيش مع آخر..عنى..؟!!
...         ...               ....
من فرط حبى..قلت لك..لا تأخذ أفعال أمرى كأمر..ولكن كطلب..ولن أغضبَ إذا حتّى رفضت الطلب..؟!!
...          ....              ....
والآن ..
هاك حالى..
فلن أقول أمراً...أو حتى طلباً..
فقط هاك حالى ولا يعلم أحدٌ ما بى إلا الله..ثمّ أنت..
..أرأيت..حتّى الخاطرة والتدوينة..لا أريد ..بل لا أستطيع إختتامها..
فكيف تطلب منى أن أُودّعك..
إليك الصفحة ..إليك الدفتر..فأكتب ما شئت..ولا تكتم شيئا..
___________________________________________________________________________

.....................
.........................................
........................................................
...............................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................................................
.................................................................................................................................................................

هناك 5 تعليقات:

  1. بعضُ الأحاسيس خُلقت لتَئدُها الأيام فالحب موسيقى
    يتغنى بها الناس لا أكثر فنادرة ما تجده على أرض الواقع يتنفس !
    السيد : أسامة ~
    حرفكَ جميل رغم الألم !
    دمتَ بذات الروح السامية
    لقلبكَ فيضٌ من نور
    طبت

    ردحذف
    الردود
    1. بل كلها..لا بعضها..
      الجميل أنتم يا (أخيّتى)وشكراً على كل شئ

      حذف
  2. أحيانا من كتر الوجع مش بنفدر نشكى أو نبكى لحد ما بنوصل لمرحلة اننا نفقد القدرة على التألم

    الألم بينقينا وبيقوينا ضد أى صدمات تانية ده لو مسبناش نفسنا نوصل لمرحلة التبلد وفقد القدرة على الاحساس بأى حاجة تحصل معانا
    ولو وصلنا للمرحلة دية بنكون لأننا كنا بنستعذب مرارة الألم ونسيب غيرنا مهما وصلت درجة حبنا ليهم يجرحونا ونسامحهم ويرجعوا يجرحونا تانى لحد ما يتعودوا على الجرح واحنا نتعود على العفو

    خاطرة مؤلمة بطعم استعذاب مرارتها
    تحياتى لاحساسك

    ردحذف
  3. اسامة
    تخطيت حدود الابداع بعذوبة لغتك
    و تجاوزت مدارات الدهشة بصفاء روحكَ
    كتبت تعليقي وانا مأسورة بكلماتك
    ولكن النت آبى ان يظهر مدي انبهاري بك
    و إستأثر بالدهشة الاولى
    فاعدت كتابة ردي مرات ومرات
    و في كل مرة يجتث مني آهة موجعة

    دُمت محلقا يا اسامة

    ردحذف
  4. نص جيد فقط لو تم عرضه في متحف الشمع

    ردحذف