الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

قصة قصيرة (أخٌ..عـاشِــقْ)

خُلق بقلبٍ فيه برآءة الاطفال..خُلق..ليُحبّ..عامةً ..ويحبّها..خاصّةً..

منذ تكوّن قلبه وهو جنين..ونفخ الله فيه الرّوح..كتب فى ألواح القدر:..






أن هذا القلب..سيعشقُها وفقط..

أَحبّها..كتم براكينَه..كان ينمو أسرع منها..ويحبّ إحساس المسئولية تجاهها..وكأنه أخوها

الأكبر تارةً وأبوها تارةً أخرى..

عشق اسمَها ..ورسْمَها.. وثورتها ..وأنوثَتها ..وجنونها ..وعقلها ..وملامحَها ..وتقاسيم


ملائكية وجهِها.. وتفاصيل حياتها ..وتفرّدها ..احتلّته وهو مستسلم مُنتَشِى..

كلّما فاضَ به الشَوق.. يأخذ فى الحَبْوِ إليها..عازماً أن يُصارحها..ولمّا يراها من بعيد..

يفرّ هارباً..أو يتسمّر مكانه لا يستطيع حِراكاً..

كيف لا ؟ وقد كانت -هى فقط -..من تملك لوحة مفاتيح تشغيله وحدها..وهى لا تدرى..

تحنّ إليه وعليه وتأتي إليهِ حين تراه..

وتأتى بالجنة معها..بل كانت هى الجنة وستظلّ..!

كان يخشى عليها من بركان شوقه إليها ..أن ينفجر وتصيبها حِمَمُه أو حتى تتأذّى من حرارة هوائه..ودفئ أنفاسه..

وما إن ترحمه وتُنهى حوارها معه..الذى كان يجمع إحساس الجنة والنار معاً له..

يُودّعها بعيونه ..ثم يسقط راكعاً كالمغشىّ عليه..

يده على صدره يحمل قلبه قبل أن يسقُط على الأرض..

أخذتهما الحياة ..وللحياة دائماً..أمورٌ أخرى..

- كم نضع لها الخطط كي نعيشها ..لكن الحياة تفاجئنا بخطة محددة وتجبرنا على المُضىّ

فيها..خطّة دوماً ما تكون ذات إتجِاه واحدِ..لا رجعة فيهِ .. بل ولا  نهاية..-

كان يكفيه ابتسامتها..وأن تكون بخير ..حتى على أن تكون معه ..وله..

يقولون أن الحبّ أقوى قوة وألذّ ضعف..

كان يرى القوة فى الكتمان ..خوفاً من أن تفاجئها مشاعرُه أو تُحرِجُها..

كان قد استعذَبَ ضعفُه..وتضاعَفَ عذابُه..!

وفى يوم لم يحتمل ..وصارحها ولكن لم يُجِدْ ولم يُجدِى..

ولأنه أول مرة يتجرد من أبوّته وأخوّته

وصداقته ..ولأنها أول مرةٍ تراه فى دور  العاشق..!

لمْلَمَ حاله ودفاتره..ودموعه..أقنع نفسه بأن قمة الحبّ الاحتواء..

كثُر بينهما شياطين الإنس..ولم يزده ذلك إلا حباً لها..وخوفاً عليها..

مضت فى طريق الحياة..بنتاً فـ آنسة فـ مخطوبة فـ زوجة..

وهو مضى..- ولا يزال -..فقط يحبّها..بل يعشَقها..

هناك تعليقان (2):


  1. روووعة يا أسامة
    على الرغم من الألم بس أحيانا قصص الحب لازم تنتهى عند نقطة معينة لأنها هتكون أحلى لو كانت ذكرى .. ذكرى لحب سكن قلوبنا واتعلمنا منه كتير وأحلى حاجة اتعلمناها منه ان الفراق مش نهاية الحب

    دمت مبدع

    ردحذف
  2. مساء الخير ,,زيارتي الاولى ولكن زيارة موفقة فقلمك يستحق القراءة والمتابعة وسأكون دوماً هنا ضيفة ثقيلة عليك ,,
    الحب وماادرائك كم الحب ,يعذبنا ويسعدنا ويعود بعد الفراق ليزرع بذور تعذبنا من جديد,,ولكن مهما ارغمتنا الحياة على المضي قدماً نحو حياة لا نريدها سيظل هناك قلب ينبض بذلك الحب الذي افقدتنا اياه الحياة وعلى الرغم من قوتها واجبارها لنا الا انها لا تستطيع ان تنسينا من نحب...
    ****
    لقلمك المبدع اجمل الورود
    (Joody)

    ردحذف